جزء عم آخر أجزاء القران الكريم وهو الجزء الثلاثون من القران الكريم الذي انزله الله سبحانه وتعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليهدي الناس من الضلال الى نور الايمان، فقد شمل جزء عم على سبع وثلاثين سورة اغلبها من سور القصيرة، حيث يحتوي على 564 كلمة، و عدد الحروف 2423 حرف، يبدأ جزء عم بسورة النبأ وهي احدى السور المكية التي تدور حول اهوال يوم القيامة والبعث والنشور، وحول عقيدة ابعث التي انكرها مشركو مكة، في ظل بيان العديد من الدلائل القاطعة على قدرة الله في الكون واعادة الخلق.
هذا وتلتها سورة النازعات التي تعتبر ايضا من السور المكية التي تتحدث عن اهوال يوم القيامة وما يلاقيه المجرمين من عقاب جراء اعمالهم في الحياة الدنيا، كما وتتحدث عن جزاء المؤمنين المخلصين، كما وختمت السورة بالحديث عن الساعة الذي انكره المشركون، ثم تليها سورة عبس وهي ضمن السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة والتي تتحدث عن دلائل القدرة والوحدانية في الخلق، حيث نزلت السورة في بن ابي مكتوم الاعمى الذي اعرض عنه الرسول لأنه كان منشغلا مع كبراء قريش، املا في ان يسلموا ويسلم معهم جميع من اتبعهم، حيث لم يقصد الرسول صلى الله عليهم وسلم ذلك ولكنه ظن ان الغنى سيؤثر على الدعوة اكثر من الفقير الاعمى فجاءت الآيات تنهى الرسول عن هذا الفعل.
ثم تأتي بعد ذلك سورة التكوير والانفطار والمطففين والذين يعتبروا ضمن السور المكية قبل هجرة الرول صلى الله عليه وسلم الى المدينة والتي تتحدث عن العقاب والجزاء والجنة والنار، والتذكير بالأخرة وزرع الايمان في نفوس والتحدث عن قصص الانبياء، وكذلك في سورة الانشقاق والبروج والطارق والاعلى والغاشية، والفجر والبلد والشمس، الليل، وسورة الضحى التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبا اياها بالنعم التي انعم الله عليه “ولسوف يعطيك ربك فترضى” كما وانتهت السورة بثلاث وصايا هامة للرسول صلى الله عليه وسلم ان يلتزم بها وهي “فأما اليتيم فلا تقهر، واما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث”.
كما ويحتوي جزء عم على سورة الشرح والتين والعلق التي تحتوي على اول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء محثا الرسول على العلم ، كما وتحدثت على طغيان الانسان بالمال وتمرده وعدم اطاعته لأوامر الله، ثم تناولت قصة ابو جهل خلال آيات السورة الكريمة “كلا لا تطعه واسجد واقترب”، ثم شمل جزء عم على سورة القدر التي تتحدث عن فضل سورة القدر وانها افضل وخير من الف شهر، وتأتي بعدها سورة البينة والتي تسمى بسورة “لم يكن” وهي تعتبر سورة مدنية حيث تتحدث عن موقف اهل الكتاب من رسالة ودعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما وتتناول السورة مصير السعداء والاشقياء يوم القيامة.
ثم يأتي سورة القارعة والتكاثر والعصر والهمزة وهم ايضا من الصور المكية التي تناول وتتحدث عن العديد من قضايا الهامة واهوال يوم القيامة وجزاء الناس المؤمنين والمشركين يوم القيامة وما اعد الله لهم من عذاب وجزاء يوم القيامة، ثم يأتي سورة الفيل وقريش والماعون والكوثر والكافرون والنصر، كما ويشهد الجزء ختامه بأخر ثلاث سور وهن سورة الناس والفلق والاخلاص، والذي وردت العديد من الاحاديث والرواية المتنوعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم تتحدث عن عظيم واجر من يقرأ هذه السور المباركة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عقبة ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الانجيل ولا في الفرقان مثلهن، لا يأتين عليك الا قرأتهن فيها، قل “قل هو الله احد” ، و “قل أعوذ برب الفلق” ، ” وقل أعوذ برب الناس”.
